الأحد، 16 مارس 2014

الحاج "حسن الجمل".. مقاتل في الستين

إذا كنت من سكان حي المنيل بجنوب القاهرة،  فلابد أنك تعرف عن ظهر قلب الحاج حسن الجمل صاحب محل "فراشة الجمل" ولكن لتعرف المزيد عنه فيجب أن تذهب إلى المنيل وتقابل من عرفهم الحاج حسن لتسمع المزيد والمزيد عن هذا البطل، فإذا لم تستطع فيكفى أن تكتب حسن الجمل على موقع جوجل أو أية اداة بحث على الانترنت لتتعرف عليه، وبما أننا في مدونة كونج فو تعلم وتدرب بإستمرار فسأقص قصة عن هذا البطل والتي يرويها شاب من الذين عرفوا حسن الجمل وأحبوه وشاركوا معه في المسابقات الرياضية التي كان ينظمها للشباب، وأترك لمجاهد شرارة الحديث عن حسن الجمل:
"الحاج حسن كان محبوبا لدرجة لا يمكن تخيلها فكل المنيل يعرفه ويعرف بطولاته وأخلاقه خاصة أنه شارك في حرب فلسطين 1948 وكذلك في حرب قناة السويس في الخمسينات فضلا عن أنشطته الدعوية والرياضية التي كنا نشارك فيها بإستمرار"
في أحد الأيام جاء شاب بلطجي بصحبة ثلاثة من رفقائه لشراء شئ من الحاج حسن وبعد أن اخذ ما يريد رفض دفع الثمن وتجرأ على الحاج حسن مستغلا كبر سنه حيث كان يقارب الستين وظن البلطجي أن الحاج حسن من هؤلاء المستضعفين خاصة وأنه كان في صحبة رفقاء السوء وكذلك بعد أن شهر بمطواة كانت في جيبه، ولكن ما حدث كان على غير المتوقع فرغم شعبية الحاج حسن إلا انه لم ينادي على أحد أو يستنجد بشخص ولو فعل لحضر كل سكان المنيل إليه ولكن خلع ساعة اليد الخاصه به وقام بتنفيذ حركة دفاعية من حركات الكونج فو فلوى يد الشاب وكاد يكسرها وتمكن من أخذ المطوأة التي كان يهدده بها ولاحظ المارة ما حدث فتجمع لعشرات من شباب المنطقة لضرب عصابة البلطجي ولكن الحاج حسن صرفهم، وفي المساء عرف الحاج حسن مكان الشاب البلطجي حيث كان يجلس بإستمرار في مقهى بالروضة فذهب له بسيارته ونادي عليه فحضر البلطجي بأدب شديد فألقي الحاج حسن له المطواة قائلا "خذ المطوأة اللى ما عرفتش تحميك".
وكان سؤال للحاج حسن كيف ظل بهذه القوة واللياقة والمهارة الفنية رغم سنوات عمره والتي قاربت الستين فأجاب أنه منذ الصغر مع أربعين من رفقائه يصلون الفجر ثم يقومون بالجري بشكل منتظم ودون إنقطاع والذي يتأخر يوم عن صلاة الفجر أو رياضة الجري الصباحية كان يُعاقب بأن يذهب إليه الـ 39 الباقون للإفطار عنده في المنزل وطبعا كان يأتي أول واحد في فجر اليوم التالي.
كانت هذه قصة من قصص الحاج حسن والتي يمكن أن نفرد له كتابا لا ينتهى من قصص البطولة والفداء وكيف لا وهو من الأبطال المجاهدين ونحسبه عند الله شهيدا ولا نزكي على الله أحد.
بعض المعلومات عن البطل "حسن الجمل":
"حسن أحمد إبراهيم الجمل" ولد في 6-10-1930 في حي المنيل، ولم يكمل تعليمه، وعمل في محل والده بالفراشة. كان من أول المشاركين في حرب فلسطين، وكان عمره آنذاك 17عاماً، ثم كان أحد فرسان حلبة المعارك في القنال 1951م،  واعتقل عام 1949م وهو على جبهة المعركة مع كل إخوانه المجاهدين، ثم اعتقل قبل حادثة المنشية عام 1954م بقليل، وخرج بعد عامين ثم أعيد اعتقاله عام 1965م، وظل في السجون ما يقرب من ثلاث سنوات، وقد رشح نفسه للبرلمان المصري عام 1979م أمام مصطفى كامل مراد زعيم حزب الأحرار وفاز فيها، ثم فاز في انتخابات 1984م  ثم انتخابات 1987م اعتقل عام 1995م، والتي حكمت عليه بثلاث سنوات أجرى خلالها عملية القلب المفتوح، وبعد خروجه بشهور عام 1998م فاضت روحه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق