الأحد، 16 مارس 2014

رياضيو فلسطين.. نجوم في الأرض والسماء

فلسطين – الجيل للصحافة
بأس في الملاعب وفي ساحات الوغى.. هكذا حال الرياضيين الفلسطينيين الذين لم يقتصر نضالهم على المشاركة الفاعلة في الانتفاضة الشعبية بل تعدوا ذلك إلى تنفيذ العديد من العمليات الفدائية المسلحة والاستشهادية؛ حتى كتب الله سبحانه وتعالى لبعضهم الشهادة وقدر لآخرين الإصابة والإعاقة، فتقبلوا ذلك بكل الصبر والرجاء على أمل أن يحتسب الله ذلك في ميزان حسناتهم يوم القيامة. أبطال الحركة الرياضية قدمت الحركة الرياضية 82 شهيدا من خيرة أبنائها منذ بدء انتفاضة الأقصى وحدها؛ لينضموا إلى مئات أخرى قدمتها في الانتفاضة الأولى، ومثلما كانوا نجوما في الرياضة التي مارسوها وأبطالا في ميادين التحدي والمنافسة كانوا أبطالا ونجوما في ميادين الشرف والجهاد والعزة، فقد أصيب منهم حوالي 2000 بإصابات مختلفة تسبب بعضها في إعاقات وعاهات مستديمة. أحد هؤلاء الأبطال هو الشهيد ماهر عبيد- لاعب الكاراتيه- الذي لم يتمنَّ جائزة وتكريما أكبر وأكرم من الشهادة التي ظفر بها دفاعا عن الوطن، فكان أول شهيد رياضي يسقط منذ بدء انتفاضة الأقصى.  الشهيد عبيد (22 عاما) حاصل على الحزام الأسود في لعبة الكاراتيه والكونغ فو ومدرب لفنون القتال والدفاع عن النفس، لم يتحمل كغيره من الشباب الفلسطيني العدوان الإسرائيلي ضد أبناء شعبه فوقف في وجه الاحتلال مسلحا بالحجر والإيمان حتى نال شرف الشهادة التي حلم بها طويلا منذ كان طفلا صغيرا. استشهاديون رياضيون أما إبراهيم ريان (18 عاما) فهو قائد فريق القدس للكشافة الذي اقتحم مستوطنة في شمال قطاع غزة وقتل عددا من المستوطنين، وقام الشهيد هشام أبو جاموس (24 عاما) لاعب نادي شباب رفح للدراجات باقتحام أحد المواقع العسكرية الإسرائيلية وأصاب العديد من جنودها قبل أن يستشهد بعد نفاد ذخيرته ليروي بدمه أرضه الطاهرة. والمتتبع لقصص الشهداء يجد أن لكل شهيد قصة مختلفة توضح وتؤكد مدى الانتماء الذي يشعر به كل أبناء الشعب الفلسطيني نحو وطنهم، وتبين مدى الاستهداف الإسرائيلي لخيرة الشباب الفلسطيني. نصب تذكارية وتكريما لتضحيات الرياضيين الشهداء أقامت وزارة الشباب والرياضة نصبا تذكارية في عدة مناطق؛مثل: النصب التذكاري في صالة الشهيد هايل عبد الحميد في "الشجاعية" والنصب التذكاري المقام في "جباليا" وفي "رفح" وفي منطقة "السودانية" والتي تحمل أسماء مجموعة من الشهداء الرياضيين الفلسطينيين. والمنشآت الرياضية أيضا
الجيش الإسرائيلي لم يكتف باستهداف الرياضيين فحسب بل لم تسلم من عدوانه المنشآت والمباني الرياضية التي أصبحت هدفا مستمرا للقصف بالدبابات والطائرات، وهو ما تسبب في تدمير ما يقرب من 11 منشآة رياضية إلى جانب توقف النشاط الرياضي في العديد منها؛ مثل معسكر العمل العربي في منطقة السودانية ومجمع الشيخ حسن سلامة الرياضي في النصيرات لقربها من خط التماس مع جنود الاحتلال الإسرائيلي. ويقول د. أحمد اليازجي- وكيل وزارة الشباب والرياضة- في تصريحات صحفية: إن الاحتلال لعب دورا كبيرا في تعطيل المسيرة الرياضية من خلال قطع أوصال الوطن وهو ما شكل عائقا أمام لقاء الفرق الرياضية في ظل صعوبة تنقل اللاعبين بين محافظات الوطن، وذكر أن العديد من البطولات الوطنية تحولت إلى بطولات محلية داخل كل محافظة على حدة نظرا لاستمرار الحصار والعدوان. لم يجتمعوا إلا في مصر وأشار اليازجي إلى أن الوزارة اضطرت مؤخرا إلى إقامة معسكر تدريبي للمنتخب الوطني الفلسطيني في مصر؛ لأنها المكان الوحيد الذي يستطيع فيه لاعبو الضفة والقطاع الاجتماع سويا للتدريب بعد أن تم منعهم بسبب الإغلاقات الإسرائيلية. وإلى جانب هذه الممارسات تم اعتقال العديد من الرياضيين على المعابر أثناء سفرهم لتمثيل فلسطين في البطولات العربية والدولية.
ولكن بالرغم من الصعوبات التي واجهت الرياضة الفلسطينية من فقدانها للعديد من أبطالها وتدمير لمنشآتها فإنها لا تزال مثالا رائعا للتحدي والصمود أمام كل ما تقوم به القوات الإسرائيلية من اعتداءات لتجسد من جديد رمزا من رموز المقاومة الفلسطينية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق