الأحد، 16 مارس 2014

الكونج فو لا يعرف الضعفاء

كان صاحبي غاضبا جدا.. حقا كان غاضبا جدا.. لم أره يوما على هذا الشكل وكأن الشرر يتطاير من عينيه وكان السبب قيام الشركة التي يعمل بها بسرقة مستحقاته المالية وعجزه عن القيام بأي فعل لرد هذه المستحقات، وأخيرا قررا القيام بعمل عدائي وهو تحطيم سيارة المدير انتقاما حتى يعرف الجميع أنه شخص قوى ولا يستهان به.
ولحسن الحظ أخبرني بذلك فقلت له أن تصرفك هذا هو تصرف الضعفاء وليس الأقوياء، فالقوى يعرف أن الله سيسنده ويدعمه ويرد له حقه عندما تحين اللحظة التي يشاء الله فيها ذلك وذكرته بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "لاتغضب" وحديث "ليس القوى بالصرعة ولكن "من يملك نفسه عند الغضب"."
ولكن الكلمات لاتكفى لكبح غضبه فأخذته معي لتدريب الكونج فو فهذا أفضل أسلوب لتفريغ الغضب والغل الذي تمتلئ به نفوسنا جميعا، فالجميع يحتاج لهذا النوع من التدريب ولو مرة أسبوعيا للتغلب على ضغوط الفساد والظلم التي تنغص علينا حياتنا ليل نهار، فالرياضة والكونج فو أفضل أسلوب وأفضل علاج.
وتذكرت عندما كنت مسئولا في أحد الشركات وكانت معي أكثر من 10 موظفين وبطبيعة الحال لا يخلو الأمر من مشاكل ومشاحنات ومصادمات وكان إلى الجوار مني بلكونة صغيرة حولتها إلى نادي وركبت بها "ساند باج" وكذلك وضعت بعض الأثقال بالإضافة إلى أنها كانت تطل على حديقة جميلة وطلبت من الجميع من حال الضيق أو النرفزة أن يدخلها ويضرب على الساند باج حتى يهدأ وأمتد الأمر إلى باقى الشركة حتى الفتيات العاملات كانت بعضهن يحب جدا الضرب على الساند باج ولكن للأسف حدثت توسيعات في الشركة وتحولت البلكونة إلى مكتب وفي نفس الشهر حدثت 3 مشاجرات في القسم ونسأل الله العفو والعافية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق