الأحد، 16 مارس 2014

عمرة "جاكي شان"!

ما هي خططك لهذا الصيف؟!..
سؤال من السهل الإجابة عليه؛ فهناك أشياء كثيرة ممكن أن نعدها لهذا الصيف..
ولكن هل يمكن أن يكون من أمنياتك أن تقوم بأداء العمرة؟!
ربما، ولكن هل تتخيل أن يكون من ضمن خططك أن تقوم بعمرة خاصة لـ"جاكي شان" النجم الصيني المعروف في عالم السينما والكونج فو وأن تخصص هذه العمرة للدعاء له بالهداية والرشاد؟!
أحبه.. ولكن!
الأمر كان مفاجأة لي وان أستمع إلى صديقي الذي قرر أن يقوم بتلك العمرة لنجمه المحبوب الذي يعشق أفلامه، ويتابعها باستمرار حتى مسلسل الكارتون الخاص به على قنوات الأطفال، ولكنه رغم كل هذا الإعجاب حزين على بطله المحبوب؛ لأنه غير مسلم، فصديقي يدرك أن كل هذه القدرات البدنية التي يراها في بطله المحبوب والتي يتمتع بها إلى جانب ما يتمتع به من خفة الدم والثراء والجاذبية لن تجدي نفعا لهذا النجم من دون الإسلام.
لهذا، تمنى صديقي كثيرا أن يهدي الله جاكي شان، لما سيكون لذلك رد فعل طيب وإيجابي على ملايين المعجبين حول العالم بالنجم، وكيف سيؤثر ذلك في تحويل قلوب ملايين المعجبين إلى الإسلام بعد أن يشهدوا إسلام نجمهم المحبوب.
كما أنه كان كثيرا ما تخيل جاكي شان وهو يصلى في المسجد أو مؤديا العمرة بجواره في مكة المكرمة، أو حتى وهو يتحدث في أحد البرامج التلفزيونية، وكلما رأي أحد الآسيويين في الكعبة فكر في الذهاب إليه وسؤاله إذا كان من الميسر له الاتصال بالنجم العالمي، ولكنه يسخر من نفسه من هذه الفكرة الحمقاء، ويسأل نفسه كيف يمكن إقناع النجم العالمي بالدخول للإسلام أو بالحديث معه عن الإسلام عل الله أن يشرح قلبه.
الصلاة خير من الكونج فو
لم تكن هذه العمرة الأولى لصاحبي فقد يسر له وضعه الاجتماعي والمادي الفرصة لزيارة الكعبة والعمرة والحج أكثر من مرة بشكل يحسده عليه كل من تتوق قلبه إلى الحج وزيارة بيت الله.
وكانت البداية للتفكير في هذا الأمر رواية سمعها في أحد البرامج التلفزيونية عن قيام صديق بعمرة خاصة ليدعو الله فيها لهداية زميل له في العمل وكانت المفاجأة السارة عندما عاد من العمرة ليجد زميله وقد فتح الله قلبه للهداية إلى آخر القصة...
وهنا فكر صديقي في نجمه المحبوب وحركاته الأكروباتية والكوميدية ومستواها البدني الذي شجعه على ممارسة الرياضة، وخاصة الكونج فو بشكل مستمر ودائم، ولكن كل هذا لن يفيد جاكي شان في الآخرة فأول ما يسأل عليه المرء الصلاة وليس الكونج فو وكان يفكر ماذا لو مات جاكي شان وحُوسب وسُئل عن الصلاة فماذا ستكون الإجابة؟!
وهنا يتذكر صديقي قول الله تعالى "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ"، لذا كان يتضايق كثيرا حتى أنه دخل على شبكة الإنترنت باحثا عن وسيلة اتصال بجاكي شان دون جدوى وهو يدرك بطبيعة الحال أن النجم لن يقرأ رسالته على كل حال...
ولكنه فعل ذلك رغبة في أي عمل يمكن القيام به لهداية نجمه المحبوب، فمثلما يجتهد مع جاره الذي لا يصلى رغبة منه أن يشرح الله قلبه للصلاة، ومثلما يجتهد مع زملاء العمل لنفس السبب، فلماذا لا يجتهد في هداية نجمه المحبوب بأية وسيلة ممكنة!
اللهم أفرحهم في الدنيا والآخرة
وفي أحد المساجد، وبينما كان يستمع للدرس والذي كان يدور حول قصة أحد الأئمة عندما وجد مجموعة من الشباب يلهون في الطريق، فقال له أحد تلاميذه أدعو عليهم يا إمام لما يراه من مفسدة يقوم بها هؤلاء الشباب، فقال الإمام: "اللهم أفرحهم في الدنيا والآخرة"، فأصابت الكلمات قلبه وهو يشاهد عشرات بل ومئات الشاردين يوميا عن طريق الهداية سواء في الشارع أو في العمل أو حتى جيرانه.
ووجد صديقي أن الأفضل أن ينظر لهؤلاء الشاردين الغافلين نظرة الشفقة لا نظرة الكراهية والبغض سواء كان يعرفهم أو لا يعرفهم، فما باله بنجمه المحبوب الذي يعشق حركاته سواء البدنية أو الكوميدية، ولكن مع ذلك يشعر نحوه بالشفقة والرثاء؛ لأنه ليس على الطريق الصواب وإن كل ما يفعله ويجنيه ليس إلا هباء منثورا لن يسمن ولن يغنى من جوع له في الآخرة.
فجاكي شأن مثله كل البشر، سوف يموت يوما ما وعندها لن يغني له ذلك من شيء، ثم يعود ويفكر في تأثير إسلامه إذا أسلم على العالم كله وعلى ملايين المعجبين، ولكنه لا يملك الوسيلة للتواصل معه، وحتى لو كان يملك تلك الوسيلة، فهل يستجيب النجم العالمي بهذه البساطة لذا قرر القيام بالعمرة التي سيخصصها لنجمه داعيا الله له بالهداية وأن يفتح الله قلبه للإسلام كاجتهاد منه في ذلك الأمر؟!
وحتى يأتي موعد الصيف يستمر صاحبي في التدريب البدني متخذا من جاكي شان القدوة والنموذج الرياضي الذي يحتذي به ومستمرا في اجتهاده مع نفسه وجيرانه وزملائه في العمل ويجدد النية في العمرة التي سيخصصها للدعاء لجاكي شان بالهداية إلى الإسلام.
ومن يدرى ربما نرى في الأيام القادمة من جاكي شان ما يرضى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ونتذكر عمرة صديقنا ونيته في الدعاء الخالص لهداية جاكي، وهنا سنذكره بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "لأن يهدي الله بك رجلا خيرا لك مما طلعت عليه الشمس".
فمن يدرى ربنا يهدى الله جاكي ببركة هذه العمرة وبهداية جاكي شان تكون هداية لملايين المعجبين به حول العالم وندعو الله لصديقنا بأن تصيبه بركة ذلك الحديث وندعو الله لجاكي شان بالهداية والرشاد!
سؤال آخر وأخير: "هل هناك من ينوي تقليد صديقي"؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق