الأحد، 16 مارس 2014

قبضة الغضب.. الشجعان لا يموتون والكونج فو أيضا

رغم إن إنتاج الفيلم يعود إلى بداية السبعينات ورغم أن قصة الفيلم تكررت أكثر من مرة في أعمال فنية إلا أن فيلم قبضة الغضب (Fist of Fury) للنجم الراحل بروس لي لا يزال يتمتع بجاذبية خاصة دعمتها الإداء التمثيلي الجيد لنجوم الفيلم حيث تم الاستعانة بعدد كبير من النجوم وميزانية مميزة وذلك بعد نجاح الفيلم الأول لبروس لي "الرأس الكبير" (Big Boss) وتحقيقها أعلى الإيرادات في السينما العالمية في ذلك الوقت ليأتي الفيلم الثاني ليؤكد شعبية ونجومية بروس لي العالمية وقوة هذا النوع الجديد من الأفلام التي أصبحت معروفة بعد ذلك بأفلام الكونج فو ولاتزال تحتل مركز متقدم بين جمهور السينما على مستوى العالم.
قصة الفيلم تبدأ بمقتل صاحب مدرسة جينج مو (Jing Mo) وذلك بعد تسميمه من قبل أحد اليابانيين الذين احتلوا الصين في تلك الفترة ويعكس الفيلم استبداد المحتل الياباني بالشعب الصيني رغم المبالغة في توصيف ذلك فاليابانيين أشرار دائما وهذا غير منطقي وهذا ما تفاداه الممثل جت لي (Jet Li) عندما قدم نفس القصة في فيلم فبضة أسطورية (Fist of Legend) وخلال الفيلم يسعى بروس لي أو شين تلميذ المعلم المقتول للانتقام له وفي نفس الوقت مقاومة نفوذ المدرسة اليابانية واستبدادها بمقدرات الأمور في المنطقة.
إنفعالات بروس لي الرائعة تعكس غضب حقيقي فضلا عن أداء الممثلين وفي مقدمتهم جيمس تاين (James Tien) واستخدام أسلحة مثل السيف والننشاكو وهو أمر مدهش في ذلك الوقت فضلا عن الأداء البدني القوى شبه الخالي من الخدع والدوبلير والتي أصبحت الآن تشوه أفلام الكونج فو الآن إلى جانب الاستخدام المتميز للموسيقى.
بعض المشاهد الفيلم مفتعلة أو زائدة حيث تنكر بروس لي في زي شيخ كبير ثم عامل تليفون ولكن هذا يعكس بروس لي في رغبته في أن يبرز قدراته التمثيلية فضلا عن الإداء البدني وحركات الكوتج فو التي كانت مدهشة لجمهور السينما في ذلك الوقت.
إذا لم تكن شاهدت هذا الفيلم أنصحك بمشاهدته ويمكن ذلك بسهولة على موقع اليوتيوب youtube.com فقط أكتب fist of fury bruce lee وأستمتع بمشاهدة مقاطع من هذا الفيلم مع التحذير من مشاهدة النسخة الأصلية من الفيلم فحتى أفلام بروس لي للأسف لا تخلو من المشاهد المخلة رغم أنها لاتصب في خدمة أفكار الفيلم والقضية التي يطرحها من خلال لعبة الكونج فو.
من قال أن الشجعان يموتون – من قال إني أفضل الحياة – في هذا المكان رجل بطل عن عالمنا، بهذه الكلمات كانت أغنية النهاية في آخر مشهد في فيلم قبضة الغضب مع صبحة بروس لي الشهيرة وقفزته المعروفة وهو يلقى بنفسه في طريق الموت على ان يكون أسيرا للمحتلين في مشهد لا تمل من مشاهدته خاصة إذا كنت من هؤلاء الذين تحدثهم أنفسهم بالجهاد في كل لحظة، فالذين حاربوا المحتلين وضحوا بحياتهم من أجل بلادهم لم يموتوا وهذا ما يؤكده الفيلم وكذلك حركات الكونج فو لاتموت ويؤكد ذلك المتعة التي تشعر بها خلال مشاهدة الفيلم حتى ولو شاهدته عشرات المرات فالشجعان لايموتون في ذاكرة الشعوب وكذلك الكونج فو.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق