الأحد، 16 مارس 2014

تذهب الأحلام ويبقى الكونج فو

عندما ضاعت فتاة الأحلام التي أحببتها كنت أمارس الكونج فو في بلكونة الشركة التي أعمل بها، وفؤجئت عندما ذهبت إلى العمل بحلوى توزع بمناسبة زواجها وحزنت قليلا وانتهت القصة عند هذا الحد فعلى كل حال لم تكن أول مرة، وكل ما فعلته بعد أن أكلت من الحلوى طبعا وهنئت العروسين أن أكملت عملي ثم ذهبت إلى حيث أتدرب وقررت أن يكون هذا اليوم تدريب لكمات فقط.
وفي حادثة مماثلة أتذكر عندما تم فصلي من الكلية العسكرية مع 14 من زملائي لأسباب إدارية وتم نقلنا إلى كلية الدفاع الجوي وهناك كنا ننتظر مصيرنا للخروج من الكلية وضياع أحلامنا في الكلية العسكرية والأهم ضياع سنوات هامة وعزيزة من العمر دون جدوى وكان الوجوم يعم على المكان حتى أننا لم نشعر بحرارة الجو وهذه السحابة من الغم تحيط بنا والجميع ينظر لنا كما لو كنا ننتظر حكم الإعدام أو الضرب بالنار في ميدان عام وتركت كل الأحزان جانبا وأسرعت أتدرب طوال الليل على تمرينات فتح الحوض ووضعت هدفا في رأسي وهو توجيه ضربة على ارتفاع عمود موجود في ركن من المبني وظللت أتدرب طوال فترة الأزمة حتى انتهت وعدنا إلى كليتنا.
الكثير من الأحلام ضاعت ولا سبيل إلى البحث عنها الآن، والبعض تحقق والبعض تم استبداله، المهم ألا نفقد الأمل ولا يعلو اليأس فوق رؤوسنا، أنا على ثقة أنني على استعداد لعمل كتاب كامل عن أحلامي المفقودة ولو فتحنا باب الحديث في ذلك فلن ننتهى أبدا ولاحتجنا سنوات فوق سنوات عمرنا لنقص ونحكى ولكن الأصعب هو أن تمارس تدريبات الكونج فو في تلك اللحظة، الأصعب أن تقهر هذا اليأس وتعلو هذه الكبوة وبالنسبة لي كان الكونج فو الوسيلة الفاعلة في ذلك وكانت ولاتزال ناجحة حتى الآن فالكثير من الأحلام يمكن أن يذهب ولكن يبقى دائما الكونج فو ليحميك من مخاطر اليأس ومصائد الشيطان التي ترصدك وتحاول إسقاطك في تلك الهوة مستغلة تلك الفرصة التي كثيرا ما تحدث لنا جميعا، ضاع حلمك.. لا تيأس أذهب إلى تدريبك وعندما تعود سيكون لديك حلم جديد وأمل جديد ومحاولة أخرى قد تنجح وربما فتاة أحلام ومن يدرى ربما تكون حاصلة على حزام أسود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق