كثيرون لا يعرفون محمد العطلة فمحمد العطلة ليس من أصحاب التصريحات النارية ولا التعبيرات الرنانة التي تملئ حياتنا دون جدوي أو معني فمحمد العطلة من الأبطال الذين ضحوا بحياتهم في هدوء بعيدا عن الأضواء الكاشفة وبعيدا عن كاميرات التصوير وبعيدا عن رجال الوهم الذين يتكلمون ولا يفعلون شيئا ضحي بحياته في هدوء وفي صمت فليرحمه الله نحسبه شهيدا ولا نزكيه على الله.
من هو محمد العطلة؟
الجميع يعرف قصة الطفل محمد الدرة والعالم كله شهد مقتله دون رحمة ولم يتحرك أحد لانقاذه وحتى الذي أراد ذلك لم يستطع أن يفعل شيئا له أو لأبيه أما محمد العطلة فلا، فمن قرأ قصة الحادثة كاملة يعرف أن هناك سيارة أقتحمت الشارع إلى محمد الدرة وأبيه وحاولت أنقاذه ولكن اليهود أطلقوا النار على السيارة وقتلوا السائق وسائق هذه السيارة كان صديقي محمد العطلة أقتحم الشارع وهو يعرف أنه لا يحمل أى سلاح ولا توجد أى تغطية له.. أقتحم الشارع وهو يعلم أنه سيكون تحت سحابة من الرصاصات القاتلة ولكنه في تلك اللحظة لم يفكر سوى في سوى في شئ واحد .. صرخات الاستغاثة من محمد الدرة وأبيه الكثير شاهدوا ذلك وتأثر وبكي من بكي وأستنكر من أستنكر وندد من ندد وأنتقض من أنتقض ولكنهم لم يفعلوا شيئا أما محمد العطلة فلا .. فهو كما عرفته رجل حقيقي ليس من رجال الأفواه الذين أمتلئت بنا حياتنا حتى أكتظت أما محمد العطلة فمن رجال صدقوا من عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا فعندما أقتحم الشارع أمتلا قلبه بما يمتلا كل قلب مسلم حقيقي "أنها ميتة واحدة فلتكن في سبيل الله" لا أظنه تألم فالشهيد لا يتألم والرصاصات التي قتلته كانت أشبه بشك الدبوس أحسبه شهيدا ولا أزكيه على الله.
ومحمد العطلة من مواليد الجيزة حي بولاق الدكرور - مصر …
محمد العطلة الذي عرفته
تعرفت على محمد العطلة عام 1992 بليبيا أثناء التقديم للكليات العسكرية وكان قد حصل على الإعدادية وسافر ليلتحق بالثانوية العسكرية مع أبن عمه عادل وهو بطبيعة الحال من أسرة عسكرية ففي تلك الفترة كان والده يعمل بليبيا كرقيب بالقوات الفلسطينية هناك وأخوه الأكبر أحمد كان لا يزال بثانوية الدفاع الجوي وكانت تلك الفترة فترة سيئة على جميع الفلسطينيين بليبيا فقد تغيرت الأمور بشكل سريع إلى الأسوا ولم يتمكن محمد من الالتحاق وعاد إلى مصر وخلال تلك الفترة التي قضيتها معه في بيت الطلبة في انتظار الالتحاق بالكلية عرفته رياضيا فكثيرا ما كنت أراه يقوم بحركات الجمباز هو وأبن عمه وكذلك عرفته شجاعا فلا أنسي يوم أن جاء أخوه ليزوره ورفض مسئول البيت أن يسمح له بزيارة أخوه بينما سمح لآخر بزيارة أخوه في نفس اللحظة لأنه أحد معارف مسئول من المسئولين الكبار وغضب أخوه لذلك وتشاجر مع مسئول البيت وفؤجئنا جميعا بمحمد العطلة وأبن عمه يشتركون في المشاجرة مع أخوهم ولم يبالوا بالمسئول وبماذا يمكن أن يفعل بهم وبعد أن أنتهت المشاجرة أتجه الشباب ببيت الطلبة إليه وعلى لسانهم كلمه واحدة - وحش وحش بصحيح يا محمد يا عطلة.
وكان آخر لى لقاء مع محمد بليبيا عندما رحل عائدا إلى مصر وأعطيته رسالة إلى أمي ولم أقابله بعد ذلك إلا عام 1999 بغزة وعرفت أنه ألتحق بالشرطة وعمل بالقوات الحدودية وكان يأتي لى ليجالسني ونتحدث وعندما قررت السفر عائدا إلى مصر من جديد بعد أنتهاء تصريحي بغزة جاءني وسلمني رسالة بدوره إلى والدته بمصر وكان آخر ما قال : سلم لى على الناس هناك ثم كان لقاء آخر بعدها بعدة شهور بمصر وكان لقاءا قصيرا فقد كنت مصابا بالسكر ثم دخلت المستشفي في غيبوبة ولم أتمكن من لقاءه ولكنه حدثني تليفونيا ليطمئن على وفؤجي بما حدث لي ولم يتمكن من زيارتي لأنه كان مسافرا في نفس اليوم وكان آخر ما قلته له بدور : سلم لى على الناس هناك ولكني كنت أقصد غزة هذه المرة أما هو فكان بطبيعة الحال يقصد مصر بعد ذلك لم أسمع عنه أى شئ حتى قامت الانتفاضة فأتصلت بأمه لأطمئن عليه فأخبرته أمه بوفاته في حادث محمد الدرة فلم أجد ما أقول سوى أن أقول - شهيد أن شاء الله ثم أنخرطنا في البكاء تحية إلى هذا البطل وإلى هذا البطل أهدي هذه الكلمات ولا أجد ما أختم به هذه الكلمات سوى قول الله "ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون".
من هو محمد العطلة؟
الجميع يعرف قصة الطفل محمد الدرة والعالم كله شهد مقتله دون رحمة ولم يتحرك أحد لانقاذه وحتى الذي أراد ذلك لم يستطع أن يفعل شيئا له أو لأبيه أما محمد العطلة فلا، فمن قرأ قصة الحادثة كاملة يعرف أن هناك سيارة أقتحمت الشارع إلى محمد الدرة وأبيه وحاولت أنقاذه ولكن اليهود أطلقوا النار على السيارة وقتلوا السائق وسائق هذه السيارة كان صديقي محمد العطلة أقتحم الشارع وهو يعرف أنه لا يحمل أى سلاح ولا توجد أى تغطية له.. أقتحم الشارع وهو يعلم أنه سيكون تحت سحابة من الرصاصات القاتلة ولكنه في تلك اللحظة لم يفكر سوى في سوى في شئ واحد .. صرخات الاستغاثة من محمد الدرة وأبيه الكثير شاهدوا ذلك وتأثر وبكي من بكي وأستنكر من أستنكر وندد من ندد وأنتقض من أنتقض ولكنهم لم يفعلوا شيئا أما محمد العطلة فلا .. فهو كما عرفته رجل حقيقي ليس من رجال الأفواه الذين أمتلئت بنا حياتنا حتى أكتظت أما محمد العطلة فمن رجال صدقوا من عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا فعندما أقتحم الشارع أمتلا قلبه بما يمتلا كل قلب مسلم حقيقي "أنها ميتة واحدة فلتكن في سبيل الله" لا أظنه تألم فالشهيد لا يتألم والرصاصات التي قتلته كانت أشبه بشك الدبوس أحسبه شهيدا ولا أزكيه على الله.
ومحمد العطلة من مواليد الجيزة حي بولاق الدكرور - مصر …
محمد العطلة الذي عرفته
تعرفت على محمد العطلة عام 1992 بليبيا أثناء التقديم للكليات العسكرية وكان قد حصل على الإعدادية وسافر ليلتحق بالثانوية العسكرية مع أبن عمه عادل وهو بطبيعة الحال من أسرة عسكرية ففي تلك الفترة كان والده يعمل بليبيا كرقيب بالقوات الفلسطينية هناك وأخوه الأكبر أحمد كان لا يزال بثانوية الدفاع الجوي وكانت تلك الفترة فترة سيئة على جميع الفلسطينيين بليبيا فقد تغيرت الأمور بشكل سريع إلى الأسوا ولم يتمكن محمد من الالتحاق وعاد إلى مصر وخلال تلك الفترة التي قضيتها معه في بيت الطلبة في انتظار الالتحاق بالكلية عرفته رياضيا فكثيرا ما كنت أراه يقوم بحركات الجمباز هو وأبن عمه وكذلك عرفته شجاعا فلا أنسي يوم أن جاء أخوه ليزوره ورفض مسئول البيت أن يسمح له بزيارة أخوه بينما سمح لآخر بزيارة أخوه في نفس اللحظة لأنه أحد معارف مسئول من المسئولين الكبار وغضب أخوه لذلك وتشاجر مع مسئول البيت وفؤجئنا جميعا بمحمد العطلة وأبن عمه يشتركون في المشاجرة مع أخوهم ولم يبالوا بالمسئول وبماذا يمكن أن يفعل بهم وبعد أن أنتهت المشاجرة أتجه الشباب ببيت الطلبة إليه وعلى لسانهم كلمه واحدة - وحش وحش بصحيح يا محمد يا عطلة.
وكان آخر لى لقاء مع محمد بليبيا عندما رحل عائدا إلى مصر وأعطيته رسالة إلى أمي ولم أقابله بعد ذلك إلا عام 1999 بغزة وعرفت أنه ألتحق بالشرطة وعمل بالقوات الحدودية وكان يأتي لى ليجالسني ونتحدث وعندما قررت السفر عائدا إلى مصر من جديد بعد أنتهاء تصريحي بغزة جاءني وسلمني رسالة بدوره إلى والدته بمصر وكان آخر ما قال : سلم لى على الناس هناك ثم كان لقاء آخر بعدها بعدة شهور بمصر وكان لقاءا قصيرا فقد كنت مصابا بالسكر ثم دخلت المستشفي في غيبوبة ولم أتمكن من لقاءه ولكنه حدثني تليفونيا ليطمئن على وفؤجي بما حدث لي ولم يتمكن من زيارتي لأنه كان مسافرا في نفس اليوم وكان آخر ما قلته له بدور : سلم لى على الناس هناك ولكني كنت أقصد غزة هذه المرة أما هو فكان بطبيعة الحال يقصد مصر بعد ذلك لم أسمع عنه أى شئ حتى قامت الانتفاضة فأتصلت بأمه لأطمئن عليه فأخبرته أمه بوفاته في حادث محمد الدرة فلم أجد ما أقول سوى أن أقول - شهيد أن شاء الله ثم أنخرطنا في البكاء تحية إلى هذا البطل وإلى هذا البطل أهدي هذه الكلمات ولا أجد ما أختم به هذه الكلمات سوى قول الله "ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق