الأحد، 16 مارس 2014

حكايتي مع الكونج فو

وُلدت في عام 1972 وفي هذا التوقيت كانت أفلام بروس لي تجتاح العالم في ظاهرة جديدة لم يعرفها الشباب من قبل بهذه الصورة فمع أفلام بروس انتشرت ألعاب الفنون القتالية بمختلف أنواعها وفي مصر كان كل شئ يُطلق عليه كونج فو حتى ولو كان لعبة أخرى مثل الكاراتيه أو الجودو.
وخلال هذه السنوات كنت أرى إعلانات هذه الأفلام في كل مكان وكانت الجماهير تصطف للحصول على تذكرة للدخول وتخيلت وقتها أن بروس لي مثل عشرات الأفلام ولكن في حقيقة الأمر لم يكن له سوى 4 أفلام كاملة فقط.
وأثناء ذهابي للمدرسة الابتدائية كنت أرى كتاب الكونج فو المرسوم عليه صورة بروس لي ولكن كان من الصعب شراءه نظرا لثمنه الباهظ بالنسبة لي – تقريبا كان بـ 25 قرش – وعندما طلبت من أمي تعلم هذه اللعبة أخبرتني بأن هذا معناه أن يُكسر ذراعي وفي المدرسة كان هناك طالب واحد يلعب الكاراتيه وكان يقوم بحركات لا أفهمها وكذلك كانت هناك فتاة تلعب الجمباز وكنت أنظر إليها على أنها من عالم آخر.
حاولت الذهاب إلى نادى بولاق الدكرور لتعلم اللعبة ولكن أخي أخبرني أنه مكان للشباب المنحرف ولن أصلح أن أكون معهم وكان في كلام أخي شئ من الصحة ثم تعلمت بعض حركات من زميل لي أسمه أحمد عبد السلام إلا أنه كان يرفض بشدة تعليمي أو التحاقي بأي تدريب معه فقد كانت هناك شائعات دائمة على موضوع كسر الذراع والأنف من أجل الاستمرار في اللعبة.
الظريف أن أحمد علمني حركة دفاع عن النفس استعملتها بعد ذلك بـ 5 أو 4 سنوات تقريبا، وخارج بولاق الدكرور كان يمكن الذهاب إلى شارع جامعة الدول العربية والذي كان ملعبا رياضيا كبيرا وخاصة لكرة الفدم والكونج فو أيضا وكنا نذهب لنشاهد الشباب يقومون بهذه الحركات العجيبة.
والتحقت في الصف الأول الثانوي بمركز شباب الجزيرة وذهبت أتجول بين كل الألعاب وجلست بجوار فريق الكونج فو أراقب حركاتهم والتي كانت مملة إلى حد كبير إلا أنني فهمت أن هذه البداية إلى فتح الحوض ولكن هناك وجدت الكثير من "المدعين" الذين لا يفقهوا شيئا في الكونج فو ولم يثر الكثير إعجابي إلا أنني وجدت شباب يتمتعون بلياقة متميزة.
حاولت التدرب في المنزل سواء من خلال الكتاب الذي اشتريته أخيرا والذي اكتشفت بعد ذلك أنه يحتوى على كلام فارغ، وكذلك من خلال مشاهدة التمارين بمركز شباب الجزيرة والتعلم من خلالها.
القليل الذي تعلمته حاولت أن أكون متقنا له ولكن انشغلت بأشياء أخرى ومنها تنس الطاولة والقفز المظلات الذي حظيت بفرصة ذهبية لتعلمها في مركز الشباب.
عندما سافرت إلى ليبيا عام 1992 قابلت لاعب تايكندو متميز أسمه عبد الله العيسوي وتعلمت منه تحديدا تمارين فتح الحوض ضربات مثل  "الدائرية والباك سايد والتشريحي والدمجا" وداومت على التدرب على هذه الضربات وضربات بالعصا تعلمتها من شاب آخر أسمه هاني والجميع كان يتمتع بلياقة جيدة في بيت الطلاب الفلسطيني بليبيا.
تمرنت كثيرا خلال الكلية العسكرية وتمنيت لو استطعت توظيف ذلك في لعبة ما وعندما عدت لمصر في عام 1995 عدت إلى صالة الحديد وتعرفت بعدها على مدرب كونج فو ولكنه كان مدعي ويكذب كثيرا وكان كذبه فاضح إلى حد كبير.
كنت أتدرب على الكونج فو من حركة هنا أو حركة هناك فتعلمت الننشاكو على سبيل المثال من زميل لي أسمه زكريا قابلته في صالة الحديد وتعلمت بعض حركات الايكيدو من مدرب تعرفت عليه وهكذا كانت تسير الأمور.
في عام 1998 سافرت إلى غزة وهناك انضممت لمنتخب الشرطة في التدريب وتعلمت الكثير جدا خلال الثلاثة شهور التي قضيتها معهم وكان المدرب هناك هيثم الراعي وحسن السوسي وعبد الكريم الزر وطبعا صديقي وأخي الحبيب أحمد العطلة وهشام الطيب.
بعد عودتي من غزة أصبت بمرض السكرى وكانت هذه نهاية التمرين لفترة طويلة ولكن سرعان ما عدت إلى ممارسة الأثقال والكونج فو على الماشي وبعد الالتحاق بالعمل في موقع إسلام أون لاين كان التواصل على الانترنت يوميا ومن خلاله تعرفت على الكثير وفي المقدمة كان بروس لي الذي ترجمت عنه الكثير وكذلك المصطلحات المتعلقة بالفنون القتالية عموما والأبطال في العالم العربي والإسلامي وتواصلت معهم وفي المقدمة كان عدنان الطرشة وباسل الكناني وإسماعيل رضوان وشريف سليمان وغيرهم الكثير.
عدت إلى التمرين بقوة مجددا فقد كانت المساحات في الشركة مغرية جدا وكانت البلكون أشبه بنادي لي وتدربت كثيرا حتى أنني أصبت بالإغماء أكثر من مرة وكنت أتمنى توظيف كل هذا المجهود في بطولة أو دورة ولكن للأسف لم أوفق.
قدمت طلب إلى الشركة لعمل مجلة رياضية بالموقع وبالفعل قمت بتحضير الكثير من الموضوعات والتي كانت بعد ذلك نواة مدونة كونج فو التي دشنتها في عام 2006، رغم أن سمح لي الموقع بنشر الموضوعات ولكن لم يتم عمل المجلة وبالفعل تمكنت من نشر الكثير عبر الانترنت.
قابلت الكثير من المشاكل ولكني لا أحب التحدث عنها فالمهم الاستمرار ومن خلال الانترنت تعلمت الكثير عن الفنون القتالية المختلفة وبخاصة الايكيدو الذي يحتوى موقع اليوتيوب على آلاف من الفيديوهات التعليمية لها وكذلك قمت بنشر فيديوهات تعليمية خاصة بي عن الننشاكو والساندا، وكذلك تعلمت الكاراتيه في مدرسة قريبة من المنزل وحصلت على الحزام الأصفر ولكني لم أستطع الاستمرار بسبب المقابل المادي المطلوب وكذلك بسبب استقالتي من العمل.
كنت أتمنى أن تكون المدونة بداية لفضائية عن الفنون القتالية ولكن هذا حتى الآن لم يتحقق والله المستعان.
ومن وقت لآخر أعود لممارسة الكونج فو والتمارين المختلفة ومتابعة الأخبار والبرامج والأفلام وبخاصة الوثائقية عن الفنون القتالية فهي رائعة ومتميزة جدا ويمكن الحصول عليها عبر موقع اليوتيوب أيضا ولكن المهم دائما التدرب والتدرب المستمر حتى وإن لم تتحقق الأهداف وترى الأحلام واقعة فالمهم الاستمرار في المحاولة فهذا هو النجاح الحقيقي وأدعو الله أن يجعل كل أعمالنا في ميزان حسناتنا وأن تكون خيرا لنا في الدنيا والآخرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق